السلفية في تونس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ترك القتال:عند نشوب الفتن بين المسلمين وجب على الناصح لنفسه"للشيخ عبد المالك بن أحمد رمضاني

اذهب الى الأسفل

ترك القتال:عند نشوب الفتن بين المسلمين وجب على الناصح لنفسه"للشيخ عبد المالك بن أحمد رمضاني Empty ترك القتال:عند نشوب الفتن بين المسلمين وجب على الناصح لنفسه"للشيخ عبد المالك بن أحمد رمضاني

مُساهمة  أحمد سالم الأربعاء سبتمبر 07, 2011 10:49 pm

ترك القتال:عند نشوب الفتن بين المسلمين وجب على الناصح لنفسه وللمسلمين ترك المشاركة فيها بقتال أو نحوه،



يقول الله عزوجل: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة }(الأنفال:25)، والفتن التي تقع بين المسلمين داخلة في هذا النص، يدل عليه عمومه كما رجحه ابن كثير في تفسيره، وله في ذلك سلف، فقد روى أحمد (1/165) بسند حسن عن مطرِّف أنه قال بعد مقتل عثمان – رضي الله عنه -: قلنا للزبير – رضي الله عنه -: ( يا أبا عبد الله! ما جاء بكم؟! ضيعتم الخليفة حتى قتل، ثم جئتم تطلبون بدمه؟! قال الزبير – رضي الله عنه -: إنا قرأناها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان – رضي الله عنهم -: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة }(الأنفال:25)، لم نكن نحسب أنا أهلها حتى وقعت منا حيث وقعت).

ويدخ في الفتنة هنا اختلاف أهل الإسلام حتى ربما قتل بعضهم بعضا، ويزيده وضوحا قوله تعالى: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض اُنظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون}(الأنعام:65)،فقد أخبر أن هذه الأمة تختلف حتى يلبسها الله شيعا أي فرقا مختلفة، وهذه الفتنة، لإمكانية الوقوع لم يقصِّر رسول الله صلى الله عليه وسلم في التحذير منها وبيان طرق الوقاية من شرِّها، وينجِّي الله منها أهل الاتباع بحقٍّ، جعلنا الله منهم.

بل لأن يُقتلَ المرء فيها خير له من أن يَقتلَ، روى أحمد (5/292) والحاكم(3/281) عن خالد بن عرفطة قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يا خالد ! إنها ستكون بعدي أحداث وفتن واختلاف، فإن استطعت أن تكون عبد الله المقتول لا القاتل فافعل ) وصححه الألباني في "الإرواء"(2451).

وعند أبي داود (4257) بسند صححه الألباني أيضا في تعليقه عليه عن سعد بن أبي وقاص قال: قلت: ( يا رسول الله! أرأيت إن دخل علي بيتي وبسط إليَّ يده ليقتلني؟ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كن كابني آدم، وتلا يزيد (شيخ أبي داود) : { لئن بسطت إلي يدك }(المائدة:28)، الآية ).

ولذلك روى خليفة بن خياط في "تاريخه"(ص239) بسند صحيح عن الحسن قال: ( أصيب ابنا زينب يوم الحرَّة، فحملا إليها، فقالت: إنا لله وإنا إليه راجعون، ما أعظم المصيبة عليَّ فيهما! ولهي في هذا أعظم علي منهما في هذا، أما هذا فبسط يده فقاتل حتى قتل فأخاف عليه، وأما هذا فكف يده حتى قتل فأنا أرجو له )، وزينب هذه هي بنت أم سلمة ربيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء منصوصا عليه في "دلائل النبوة" للبهقي(6/475) و"تاريخ دمشق" لابن عساكر(57/107)، ومعنى هذه القصة العجيبة أن زينب – رضي الله عنها – لم تخف من عذاب الله على ولدها الذ كف يده عن المواجهة لما هاجت الفتنة بقدر ما خافت على ولدها الآخر الذي واجه الفتنة بسيفه مع أنه قُتل! فقدمت مصيبتها في دين ولدها على مصيبتها في دنياه على الرغم من أن مصيبة الدنيا تلك كانت أعظم مصائب الدنيا، ألا وهي فقدها إياه بل فقدها ولديها جميعا، فتأمل هذا الاتباع، وتأمل هذا الصبر على الحق!







من كتاب "تمييز ذوي الفطن بين شرف الجهاد وسرف




الفتن" للشيخ عبد المالك بن أحمد رمضاني

http://www.sheikh-ramdani.com/ar/node/365

أحمد سالم

المساهمات : 126
تاريخ التسجيل : 13/04/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى