السلفية في تونس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

السمع والطاعة لولي الأمر ولزوم الجماعة "للشيخ عبد المالك بن أحمد رمضاني

اذهب الى الأسفل

السمع والطاعة لولي الأمر ولزوم الجماعة "للشيخ عبد المالك بن أحمد رمضاني Empty السمع والطاعة لولي الأمر ولزوم الجماعة "للشيخ عبد المالك بن أحمد رمضاني

مُساهمة  أحمد سالم الأربعاء سبتمبر 07, 2011 10:46 pm

السمع والطاعة لولي الأمر ولزوم الجماعة:



ودليله حديث العرباض بن سارية السابق، وأكثر الفتن في تاريخ المسلمين سببها من الإخلال بهذا الأصل العظيم، ولذلك كان الرؤوف الرحيم بأمته صلى الله عليه وسلم يبدئ فيه ويعيد، ومن نظر في الأحاديث الكثيرة التي جاءت في الباب عرف هذا، وفي القصة الأخيرة جعل القتل السلطان في الرؤيا إحدى علامات الفتنة، ومن أدلته أيضا حديث حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه –المشهور الذي وصف فيه النبي صلى الله عليه وسلم زمنا يخالطه دخن ويكون في أمرائه ظلم في أخذ الأموال بغير حق وضرب الأبرياء، فقال في المخرج منهSad تلزم جماعة المسلمين وإمامهم) رواه البخاري(7084) ومسلم(1848)، وقد بوب له النووي في "شرح صحيح مسلم" (12/237) بقولهSad باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند الفتن وفي كل حال، وتحريم الخروج من الطاعة ومفارقة الجماعة)، وقال: (وفي حديث حذيفة هذا لزوم جماعة المسلمين وإمامهم، ووجوب طاعته وإن فسق وعمل المعاصي من أخذ الأموال وغير ذلك، فتجب طاعته في غير معصية).




5.التمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين المهديين: ودليله حديث العرباض أيضا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أنذر بوقوع الفتن والاختلاف بين أمته، وذكر الحلَّ الذي نحن بصدده، وصاحب السنة لتجرده للسنة وتجرده عن كل هوى ناج – إن شاء الله –في مواطن الفتن، لأنه عوَّد نفسه ألا يأتمَّ إلا بالمتبوع بحقٍّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، والرسول صلى الله عليه وسلم تكلم كثيرا عن الفتن وما قصَّر في التبليغ، ولذلك فما من كتاب من كتب السنة الشاملة إلا وفيه بابٌ للفتن، فصاحب السنة يرجع إليها ويسلم لها تسليما، والمحروم من السنة يرجع عند حلول الفتن إلى عقله وتجاربه وتحكيم عواطفه وتحكيم استنتاجات شيوخه ولو كانوا من أبخس الناس حظا في معرفة السنة، فالأول على السنة ثابت متثبت، والثاني في ظلمات فكره متخبط، ومن أدلته أيضا ما رواه أبو واقد الليثي – رضي الله عنه – قال: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ونحن جلوس على بساط: إنها ستكون فتنة، قالوا: كيف نفعل يا رسول الله؟ قال: فرد يده إلى البساط فأمسك به، قال: تفعلون هكذا، وذكر لهم رسول الله صلى الله عليه يوما أنها ستكون فتنة فلم يسمعه كثير من الناس، فقال معاذ: تسمعون ما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: ما قال؟ قال: يقول: إنها ستكون فتنة، قالوا: فكيف لنا يا رسول الله أو كيف نصنع؟ قال: ترجعون إلى أمركم الأول) رواه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(3/221)والطبراني(3/181)وصححه الألباني في "السلسة الصحيحة"(3165)، وبوب له الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/303) بقوله: (باب ما يفعل في الفتنة).







ومن أروع الآثار السلفية في هذا الباب ما رواه معمر في "جامعه" المطبوع في آخر "مصنف عبد الرزاق"(11/453) وأبو نعيم(1/329) وابن بطة في "الإبانة/الإيمان"(237) واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"(133) بإسناد صحيح عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: (قال معاوية: أنت على ملة علي؟ قلت: ولا على ملة عثمان، أنا على ملة محمد صلى الله عليه وسلم)، قال طاووس: (يعني: ملة محمد صلى الله عليه وسلم ليست لأحد).







هذا حصل بعد الخلاف الذي كان بين علي ومعاوية – رضي الله عنهما -، فلم يجد ابن عباس – رضي الله عنهما – غضاضة من أن يقصر مرجعه فيه على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكيف لو كان الأمر فيمن بعدهم؟ !







وفي ذكر سنة الخلفاء الراشدين مقرونةً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم تنبيه على ردِّ كلِّ مختلف فيه إلى ما كان عليه السلف الأول، وهذا الضابط يعدُّ من أهم الضوابط، لأنه يعصم من كثير من الخطأ في الاستدلال، كما يعصم من متابعة فرق الضلال، لأنه كلما استدل مستدل على مسألة مطروقة قيل له: من سلفك في هذا؟ فيقلُّ الخلاف، ويفتضح المتسلق المستخف بالأسلاف.


ملاحظة: ذكرت هاهنا دواءين للنجاة من الفتن متتابعين، وهما (السمع والطاعة لولي الأمر) و (التمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء)، لأن اجتماع الناس يحصل من جهتين هما: اجتماع أديان واجتماع أبدان، فاجتماع الأديان أن يكونوا على طريقة واحدة في أصول دينهم، كما قال الله تعالى:{واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}(آل عمران:103)، واجتماع الأبدان هو أن يجتمعوا على أمير واحد ولا يتفرقوا عليه بأجسامهم بالسعي في الخروج عليه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم) وقد مر، فالأول أخص بإصلاح دينهم، والثاني أخص بإصلاح معاشهم، ولذلك روى أبو عبد الرحمن السلمي في "آداب الصحبة"(41) وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(32/444) عن عبد الله بن المبارك قال: (من استخف بالعلماء ذهبت آخرته، ومن استخف بالأمراء ذهبت دنياه، ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته)، وقد جاءت الشريعة بأكمل نظام في هذين، ولذلك نهى الله عن التفرق في الأديان في غير ما آية، منها قوله تعالى:{إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء}(الأنعام:159)، كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التفرق بالأبدان فقال: (من خرج من الطاعة وفارق الجماعة ثم مات مات ميتة جاهلية) رواه مسلم(1848)، وكثيرا ما يجتمعان في كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في حديث العرباض بن سارية الذي مر: (أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين)، فجمع بين الوصية بأداء حق ولي الأمر والوصية بلزوم السنة، وقله صى الله عليه وسلم: (إن الله يرضى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا: يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم) الحديث، رواه مسلم(1715) ومالك(1572) – واللفظ له – عن أبي هريرة، فذكر الاعتصام بحبل الله وهو الكتاب والسنة، وذكر مناصحة ولي الأمر، وجِماعها ترك الخروج عليه كما نص عليه غير واحد من أهل العلم، قال ابن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة"(2/693): (وأما النصيحة لأئمة المسلمين: فحب طاعتهم ورشدهم وعدلهم وحب اجتماع الأمة كلهم، وكراهية افتراق الأمة عليهم، والتدين بطاعتهم في طاعة الله، والبغض لمن رأى الخروج عليهم، وحب إعزازهم في طاعة الله)، ووافقه عليه ابن رجب في "جامع العلوم والحكم"(1/80) والنووي في "شرحه على مسلم"(2/78).







وقد جعل أهل العلم قول النبي صلى الله عليه وسلم السابق: (ترجعون إلى أمركم الأول) ضابطا في هذين البابين: تفرق الأديان، وتفرق الأبدان، فقالوا:إذا اشتبه على المرء أمر فتنة نظر فيما كان عليه أمر الجماعة قبل حدوث الفتنة، لأن الفتنة تنوع الآراء ويدخل فيها المتكلفون فيشبهون الأمر على غيرهم، فينظر الموفق في الهدي الأول ويلغي ما عداه، وفي تطبيقه ما يأتي:







-عند ظهور فتنة التفرق إلى طوائف، فلو أنه كلما ظهرت فرقة نظر المرء في سيرة السابقين ووزن علمها وعملها بها ليتبين له وجهها، ولذلك كان الموفقون من المتقدمين من هذه الأمة يرجعون إلى الصحابة كلما ظهرت فتنة جماعة أحدثت في دين الله، فإما أن تموت البدعة في مهدها، وإما أن ينحسر نطاقها ويشار إليها ببنان الاتهام، كما حصل عند ظهور فرقةالقدرية في عهد بعض الصحابة، فقد روى مسلم(Cool عن يحي بن يعمر قال: (كان أول من قال في القدر بالبصرة معبد الجهني، فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحِميَري حاجَّين أو معتمرين، فقلنا: لو لقينا أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر، فوفِّق لنا عبد الله بن عمر بن الخطاب داخلا المسجد...)الحديث، وفيه أنهما سألاه عن تلك الفرقة وأجابهم – رضي الله عنه -، فشفوا وذهبت عنه الريب والحيرة، لأن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاهم الله جملة وتفصيلا، ولذلك قال حذيفة – رضي الله عنه -: (كل عبادة لم يتعبدها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تعبَّدوها، فإن الأول لم يدع للآخِرِ مقالا، فاتقوا الله – يا معشر القراء !- وخذوا طريق من كان قبلكم) كما في"أصول الإيمان" للشيخ محمد ابن عبد الوهاب(ص138) و"حجة النبي صلى الله عليه وسلم" للشيخ الألباني(ص100) – رحمهما الله- .







-وأما فتنة الدماء، فإنه لما ظهرت أول فتنة وهي فتنة مقتل عثمان – رضي الله عنه – نظر الموفقون إلى ما كان عليه الناس قبل الفتنة فلَزِموه، ولما كانت فتنةالخروج على علي – رضي الله عنه – فكذلك، ولما كانت فتنة خروج ابن الأشعث فكذلك وهكذا...







وأما المخذولون: فحسنت ظنونهم بأنفسهم ولم يعبأوا بمن سبقهم من الأولين من المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان، فانطلقوا يجرُّون أذيال الفتنة، حتى إذا انغمسوا فيها علموا أنهم كانوا يلهثون وراء سراب، ولنفاسة هذا الضابط عقدت فصلا في أواخر الكتاب في هدي الصحابة عند الفتن .
وهل يُظنُّ في الخوارج الأولين وقوعهم في فتنة تفريق الجماعة الأولى لو أنهم أخذوا بهذا التأصيل الذي أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وهل يظن في الحاقدين على أصحال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوعهم في مفارقة الجماعة لو أخذوا بهذا؟ ومن الغرائب أن هؤلاء وجميع الفرق التي فارقت الجماعة من أول يوم يدَّعون أنهم يجتهدون لجمع الأمة على كلمة سواء !! ولذلك يقال لهم: ارجعوا إلى الجماعة الأولى ولا تتفرقوا عنها ثم بعدها يُنظر في ادعائكم وحدة الأمة، فإن لم يستجيبوا ويرجعوا إلى هدي الصحابة فاعلموا أنما يتبعون أهوائهم،فهؤلاء وأشكالهم هم الذين فرقوا المسلمين وفارقوا أهل الحق منذ التاريخ الأول، فكل دعوة منهم للاجتماع فهي دعوة كاذبة يراد منها تمييع دعوة الحق.







وبهذا يعلم القارئ أن أهل السنة والجماعة أولى الناس بالاجتماع الصادق، وأحق الفرق باسم السنة، لأنهم منذ تفرق الناس وهم يناشدونهم: أن ارجعوا إلى الأمر الأول، وأحق الفرق باسم الجماعة، لأنهم منذ أن اخترع الشيطان للحريصين على الرئاسة الخروج على أولياء أمورهم وهم ينصحون لهم بالإعراض عن ذلك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الجماعة رحمة والفرقة عذاب) رواه أحمد(4/278) وحسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة"(667)، ولكن قليل هم الذين يتجردون للدليل ويصبرون بصدق على التقيد بأوامر الكتاب والسنة، لغلبة سلطان الحظوظ النفسية، فنعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.







من كتاب "تمييز ذوي الفطن بين شرف الجهاد وسرف




الفتن" للشيخ عبد المالك بن أحمد رمضاني


http://www.sheikh-ramdani.com/ar/node/370

أحمد سالم

المساهمات : 126
تاريخ التسجيل : 13/04/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى