عاقِبةُ العَدْل في الانتصَار منَ البَاغِي "للشيخ عبد المالك رمضاني "
صفحة 1 من اصل 1
عاقِبةُ العَدْل في الانتصَار منَ البَاغِي "للشيخ عبد المالك رمضاني "
عاقِبةُ العَدْل في الانتصَار منَ البَاغِي
قال الله تعالى : ﴿ ذٰلِكَ وَ مَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ﴾ ( الحجّ : 60 ) .
قد عُلم من نصوص الشّريعة أنّ الانتصار من الظّلم جائزٌ بشرط أن يكون بالمثل ، و عُلم أيضاً أنّ مسامحَتَه و الصّبرَ عليه أكملُ لمكارم الأخلاق إذا كان مِن قادرٍ على الانتصار ، كما سبق بيانه في سورة النّساء ، و قد اجتمع هذان الحُكمان في آيةٍ واحدةٍ ، قال الله تعالى : ﴿ وَ جَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَ أَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى ٱللَّهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّالِمِينَ ﴾ ( الشورى : 40 ) ، هذا معلومٌ ، لكن الحكم الّذي قد يخفى على النّاس هو أنّ الله وعَدَ المظلوم المُنتصر بالنّصر ، فكيف بالمظلوم غير المنتصر ؟ و هذا من بدائع استنباطات ابن القيّم رحمه الله فقد قال في ” بدائع الفوائد ” ( 2/464 ) :
” فإذا كان الله قد ضمن له النّصر مع أنّه قد استوفى حقّه أوّلاً ، فكيف بمن لم يستوف شيئاً من حقّه ؟! بل بُغي عليه و هو صابرٌ ، و ما مِنَ الذّنوب ذنبٌ أسرع عقوبةً من البغي و قطيعة الرّحم (1) ، و قد سبقت سنّة الله أنّه لو بغى جبلٌ على جبلٌ جعل الباغي منهما دَكّاً ” .
________________
(1) : يشير إلى حديث أبي بكرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : “ ما من ذنبٍ أجدرُ أن يعجّل الله لصاحبه العقوبة في الدّنيا – مع ما يدّخر له في الآخرة – من البَغْي و قطيعة الرّحم ” أخرجه أبو داود ( 4902 ) و التِّرمذيّ ( 2511 ) و ابن ماجه ( 4211 ) ، وصحّحه الألبانيّ فيها .
منقول من كتاب ” من كل سورة فائدة ” للشيخ أبي عبد الله عبد المالك بن أحمد بن المبارك رمضاني الجزائري حفظه الله
قال الله تعالى : ﴿ ذٰلِكَ وَ مَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ﴾ ( الحجّ : 60 ) .
قد عُلم من نصوص الشّريعة أنّ الانتصار من الظّلم جائزٌ بشرط أن يكون بالمثل ، و عُلم أيضاً أنّ مسامحَتَه و الصّبرَ عليه أكملُ لمكارم الأخلاق إذا كان مِن قادرٍ على الانتصار ، كما سبق بيانه في سورة النّساء ، و قد اجتمع هذان الحُكمان في آيةٍ واحدةٍ ، قال الله تعالى : ﴿ وَ جَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَ أَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى ٱللَّهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّالِمِينَ ﴾ ( الشورى : 40 ) ، هذا معلومٌ ، لكن الحكم الّذي قد يخفى على النّاس هو أنّ الله وعَدَ المظلوم المُنتصر بالنّصر ، فكيف بالمظلوم غير المنتصر ؟ و هذا من بدائع استنباطات ابن القيّم رحمه الله فقد قال في ” بدائع الفوائد ” ( 2/464 ) :
” فإذا كان الله قد ضمن له النّصر مع أنّه قد استوفى حقّه أوّلاً ، فكيف بمن لم يستوف شيئاً من حقّه ؟! بل بُغي عليه و هو صابرٌ ، و ما مِنَ الذّنوب ذنبٌ أسرع عقوبةً من البغي و قطيعة الرّحم (1) ، و قد سبقت سنّة الله أنّه لو بغى جبلٌ على جبلٌ جعل الباغي منهما دَكّاً ” .
________________
(1) : يشير إلى حديث أبي بكرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : “ ما من ذنبٍ أجدرُ أن يعجّل الله لصاحبه العقوبة في الدّنيا – مع ما يدّخر له في الآخرة – من البَغْي و قطيعة الرّحم ” أخرجه أبو داود ( 4902 ) و التِّرمذيّ ( 2511 ) و ابن ماجه ( 4211 ) ، وصحّحه الألبانيّ فيها .
منقول من كتاب ” من كل سورة فائدة ” للشيخ أبي عبد الله عبد المالك بن أحمد بن المبارك رمضاني الجزائري حفظه الله
أحمد سالم- المساهمات : 126
تاريخ التسجيل : 13/04/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى