السلفية في تونس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ترك بيع السلاح أيام الفتنة "للشيخ عبد المالك رمضاني "

اذهب الى الأسفل

ترك بيع السلاح أيام الفتنة "للشيخ عبد المالك رمضاني "  Empty ترك بيع السلاح أيام الفتنة "للشيخ عبد المالك رمضاني "

مُساهمة  أحمد سالم الأربعاء يونيو 08, 2011 12:11 pm

ترك بيع السلاح:

من محاسن شريعتنا أنَّ الله إذا حرم شيئا سدَّ الذرائع المؤدية إليه، ومن ذلك النهي عن بيع السلاح في الفتنة لما في إباحته من تقوية أهل الفتن على إراقة الدماء، انظر "إعلام الموقعين" لابن القيم (3/158)، وقد نهى الله عن التعاون عن الإثم والعدوان، فقال تعالى: { وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب }(المائذة:2)، والاستدلال بهذه الآية في هذا الموضع سلكه جمع من أهل العلم، كما في "منار السبيل" لابن ضويان (1/291) و"الفتاوى الكبرى" لابن تيمية (3/144)، وقد مر قريبا أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بتكسير السلاح أيام الفتنة، فإذا كان هذا أمره صلى الله عليه وسلم لمن كان معه سلاحه، فكيف بمن يروِّج السلاح لبيعه؟ ! ولذلك أدرج كثير من أهل العلم هذه المسألة تحت أبواب الفتن، قال البخاري – رحمه الله – في "صحيحه" (4/323- الفتح): ( باببيع السلاح في الفتنة وغيرها، وكره عمران بن حصين بيعه في الفتنة )، وقال البيهقي (5/327): ( باب كراهية بيع العصير ممن يعصر الخمر والسيفِ ممن يعصيا لهن عزوجل به ) ووصل أثر عمران – رضي الله عنه -، وذكر ابن تيمية في "منهاج السنة" (4/448) أن عمران – رضي الله عنه – قاله في القتال الذي كان بين علي ومعاوية – رضي الله عنهما -.



وروى ابن أبي شيبة (6/508) بإسناد صحيح عن الحسن البصري وابن سيرين (أنهما كرها بيع السلاح في الفتنة).


ولذلك فإنني أنصح كل مسلم يخاف الله أن يتقي ربه في هذه الأمة أيام الفتن خاصة، فلا يروج فيها السلاح الذي لا يزيدها إلا فتنة واضطرابا، ولا يتستَّر على أهله ولا على من توهم أن اتخاذ الأمة غرضا لتفجيراته العمياء جهاد في سبيل الله.


كما أنصح ذوي اليسار بقبض أيديهم إلا حيث يتيقَّنون أن أموالهم تذهب إلى بابها المستحق، وإلا فإن رصاصة واحدة تشترى بأموالكم كفيلة بأن توبق عليكم دنياكم وأخراكم إن وضعت في غير محلها، قال تعالى: { ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما }(النساء:93).


واحذروا فليس كل جمعية خيرية صادقة في ادعائها الخير! فكم من مدرية جُمعت لها أموال ثم حوِّلت إلى أوكار مشبوهة! وكم من تبرعات استهدفت فِلسطين فحوَّلتها أيد غير أمينة على غير هدف مشين! وكم من دينار أُوقف في سبيل الله فأنفقه ذوو الخيانة في نشر الأفكار المنحرفة، فاحذروا أن تكونوا كمن قال الله فيهم: { إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل اله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون }(الأنفال:36)؟!



فبأموالكم – يا أهل الخير!- أُزهقت أرواحٌ بريئة من المسلمين في قتال فتنة سمي زورا جهاداً!
وبأموالكم تفرق المسلمون إلى أحزاب سياسية متناحرة.


وبأموالكم صُدَّ خلق كثير عن سبيل الله، أزهقوا بها أرواحا معصومة ممن أوتوا الكتاب وغيرهم من المعاهدين والمستأمنين.


وبأموالكم عزِّز صرح النفاق والتَّقيَّة، من قوم في تلونهم كالباطنية، يكفرون أمراءهم، وعند الحاجة يتكففون أموالهم، فإذا قضيت حاجاتهم بعد طول التباكي والتخشع، وكثرة الإقسام والتصنع، جاءوا إلى الضلالات يركضون، وعن السنة يصدون، وشيدوا بها أفكارا سامة، ونشروا بها كتبا هدامة، قال تعالى: { يأيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله }(التوبة:34).



فقبل أن تتبرعوا بخيراتكم اسألوا ذوي الأمانة واليقظة من أهل العلم عن موضع أموالكم، واسألوهم عن كل ما يدَّعى أنه جهاد: هل هو جهاد أم إفساد؟ ولا تغتروا بكل مدَّع الغيرة على الإسلام، فإن الغيرة وحدها لا تكفي ما لم يشفع لها اتباع سيد الأنام، وفي التأني السلامة، وفي العجلة الندامة، مع العلم بأن غالب الجهاد الشرعي اليوم بل أحسنه هو الجهاد العلمي المتمثل في فتح المعاهد ودور القرآن ونشر الكتب والمسموعات النافعة والترجمات الموثوقة حتى يدخل الإسلام كل بيت، وأما جهاد السيف اليوم فإن ضعف المسلمين الدِّينيَّ والعسكريَّ لا يرشِّحهم له حتى يأتي أمر الله، نسأل الله أن يردهم إلى دينهم ردا جميلا وأن ينصر بهم دينه نصرا مؤزرا. :

من محاسن شريعتنا أنَّ الله إذا حرم شيئا سدَّ الذرائع المؤدية إليه، ومن ذلك النهي عن بيع السلاح في الفتنة لما في إباحته من تقوية أهل الفتن على إراقة الدماء، انظر "إعلام الموقعين" لابن القيم (3/158)، وقد نهى الله عن التعاون عن الإثم والعدوان، فقال تعالى: { وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب }(المائذة:2)، والاستدلال بهذه الآية في هذا الموضع سلكه جمع من أهل العلم، كما في "منار السبيل" لابن ضويان (1/291) و"الفتاوى الكبرى" لابن تيمية (3/144)، وقد مر قريبا أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بتكسير السلاح أيام الفتنة، فإذا كان هذا أمره صلى الله عليه وسلم لمن كان معه سلاحه، فكيف بمن يروِّج السلاح لبيعه؟ ! ولذلك أدرج كثير من أهل العلم هذه المسألة تحت أبواب الفتن، قال البخاري – رحمه الله – في "صحيحه" (4/323- الفتح): ( باببيع السلاح في الفتنة وغيرها، وكره عمران بن حصين بيعه في الفتنة )، وقال البيهقي (5/327): ( باب كراهية بيع العصير ممن يعصر الخمر والسيفِ ممن يعصيا لهن عزوجل به ) ووصل أثر عمران – رضي الله عنه -، وذكر ابن تيمية في "منهاج السنة" (4/448) أن عمران – رضي الله عنه – قاله في القتال الذي كان بين علي ومعاوية – رضي الله عنهما -.



وروى ابن أبي شيبة (6/508) بإسناد صحيح عن الحسن البصري وابن سيرين (أنهما كرها بيع السلاح في الفتنة).


ولذلك فإنني أنصح كل مسلم يخاف الله أن يتقي ربه في هذه الأمة أيام الفتن خاصة، فلا يروج فيها السلاح الذي لا يزيدها إلا فتنة واضطرابا، ولا يتستَّر على أهله ولا على من توهم أن اتخاذ الأمة غرضا لتفجيراته العمياء جهاد في سبيل الله.


كما أنصح ذوي اليسار بقبض أيديهم إلا حيث يتيقَّنون أن أموالهم تذهب إلى بابها المستحق، وإلا فإن رصاصة واحدة تشترى بأموالكم كفيلة بأن توبق عليكم دنياكم وأخراكم إن وضعت في غير محلها، قال تعالى: { ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما }(النساء:93).


واحذروا فليس كل جمعية خيرية صادقة في ادعائها الخير! فكم من مدرية جُمعت لها أموال ثم حوِّلت إلى أوكار مشبوهة! وكم من تبرعات استهدفت فِلسطين فحوَّلتها أيد غير أمينة على غير هدف مشين! وكم من دينار أُوقف في سبيل الله فأنفقه ذوو الخيانة في نشر الأفكار المنحرفة، فاحذروا أن تكونوا كمن قال الله فيهم: { إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل اله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون }(الأنفال:36)؟!



فبأموالكم – يا أهل الخير!- أُزهقت أرواحٌ بريئة من المسلمين في قتال فتنة سمي زورا جهاداً!
وبأموالكم تفرق المسلمون إلى أحزاب سياسية متناحرة.


وبأموالكم صُدَّ خلق كثير عن سبيل الله، أزهقوا بها أرواحا معصومة ممن أوتوا الكتاب وغيرهم من المعاهدين والمستأمنين.


وبأموالكم عزِّز صرح النفاق والتَّقيَّة، من قوم في تلونهم كالباطنية، يكفرون أمراءهم، وعند الحاجة يتكففون أموالهم، فإذا قضيت حاجاتهم بعد طول التباكي والتخشع، وكثرة الإقسام والتصنع، جاءوا إلى الضلالات يركضون، وعن السنة يصدون، وشيدوا بها أفكارا سامة، ونشروا بها كتبا هدامة، قال تعالى: { يأيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله }(التوبة:34).



فقبل أن تتبرعوا بخيراتكم اسألوا ذوي الأمانة واليقظة من أهل العلم عن موضع أموالكم، واسألوهم عن كل ما يدَّعى أنه جهاد: هل هو جهاد أم إفساد؟ ولا تغتروا بكل مدَّع الغيرة على الإسلام، فإن الغيرة وحدها لا تكفي ما لم يشفع لها اتباع سيد الأنام، وفي التأني السلامة، وفي العجلة الندامة، مع العلم بأن غالب الجهاد الشرعي اليوم بل أحسنه هو الجهاد العلمي المتمثل في فتح المعاهد ودور القرآن ونشر الكتب والمسموعات النافعة والترجمات الموثوقة حتى يدخل الإسلام كل بيت، وأما جهاد السيف اليوم فإن ضعف المسلمين الدِّينيَّ والعسكريَّ لا يرشِّحهم له حتى يأتي أمر الله، نسأل الله أن يردهم إلى دينهم ردا جميلا وأن ينصر بهم دينه نصرا مؤزرا.

من كتاب “تمييز ذوي الفطن بين شرف الجهاد وسرف الفتن

أحمد سالم

المساهمات : 126
تاريخ التسجيل : 13/04/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى