السلفية في تونس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مُصاحَبَة الشّياطين لذوي الخُلُق السِّيِّء"“للشيخ عبد المالك رمضاني"

اذهب الى الأسفل

مُصاحَبَة الشّياطين لذوي الخُلُق السِّيِّء"“للشيخ عبد المالك رمضاني"  Empty مُصاحَبَة الشّياطين لذوي الخُلُق السِّيِّء"“للشيخ عبد المالك رمضاني"

مُساهمة  أحمد سالم الأربعاء يونيو 08, 2011 12:07 pm

سورَةُ الشُّعرَاء
مُصاحَبَة الشّياطين لذوي الخُلُق السِّيِّء في القَوْلِ و الفِعْلِ

قال الله تعالى : ﴿ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَاطِينُ . تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ . يُلْقُونَ ٱلسَّمْعَ وَ أَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ ﴾ ( الشّعراء : 221-223 ) .
دلّ هذا النّبأ الكريم على أنّ الشّياطين تقترن بمن يُشاكلها و يُشابهها ، و هو كلّ أفاّكٍ أثيمٍ ، فإن قلتَ : لِمَ خصّه بهذين الوصفين ؟
قيل : لأنّ الأفّاك هو الكذوب في قوله ، و الأثيم هو الفاجر في فعله ، كما في ” تفسير ابن كثير ” ، و قال ابن تيمية في ” تفسير آياتٍ أشكلت على كثيرٍ من العلماء ” ( 2/727-728 ) : ” فأخبر أنّ الشّياطين إنّما تنزل على من يُناسبها ، و هو الكاذب في قوله الفاجر في عمله ، بخلاف الصّادق البَرّ ، و أنّ الشّعراء إنّما يحرّكون النّفوس إلى أهوائها فيتّبعهم الغاوون ، و هم الّذين يتّبعون الأهواء و شهوات الغيّ ، فنفى كلاًّ منهما بانتفاء لازمه ، و بيَّن ما تجتمع فيه من شياطين الإنس و الجنّ ” .
يريد بقوله : ” الأهواء و شهوات الغيّ ” الشّبهات و الشّهوات ، أي إنّ الشّياطين تدعو إليها ، و الله نزّه أنبياءه منها .
و هذه الصّفات الّتي في آية الباب هي صفات المنحرفين خُلقيّاً ، و كون الشّياطين تتنزّل عليهم هو دليلٌ على أنّ الشّياطين كثيراً ما تتسلّطُ على ذوي الخُلق السّيّء ، و لذلك لمّا نزل جبريل على النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم أوّل مبعثه ، خاف على نفسه ممّا جاءه قبل أن يستيقن أنّه مَلَكٌ ، و أخبر زوجه خديجة بالّذي أتاه كما جاء في الصّحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها ، و فيه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم : ” قال لخديجةَ : أَيْ خديجةُ ! ما لي ؟ و أخبرها الخبر ، قال : لقد خشيتُ على نقسي ، قالت له خديجة : كلاّ أبشر ! فوالله ! لا يُخزيك الله أبداً ؛ و الله ! إنّك لتصلُ الرّحم ، و تصدق الحديث ، و تحمل الكَلَّّ ، و تكسب المعدوم ، و تقري الضّيف ، و تعين على نوائب الحقّ ” ، و قد نبّه ابن تيمية رحمه الله على هذه الفائدة العظيمة و شرحها في ” دقائق التّفسير ” ( 2/118-119 ) ، فقال : ” فهذا ممّا بيّن الله به الفَرْق بين الكاهن و النّبيّ ، و بين الشّاعر و النّبيّ ، لمّا زعم المفترون أنّ محمّداً صلّى الله عليه و سلّم شاعرٌ و كاهنٌ … فاستدلّت رضي الله عنها بحسن عقلها على أنّ من يكون الله قد خلقه بهذه الأخلاق الكريمة – الّتي هي من أعظم صفات الأبرار الممدوحين – أنّه لا يخزيه فيفسد الشّيطان عقله و دينه ، و لم يكن معها قبل ذلك وحيٌ تعلم به انتفاء ذلك ، بل علِمته بمجرّد عقلها الرّاجح ، و كذلك لمّا ادّعى النّبوّة من ادّعاها من الكذّابين مثل مسيلمة الكذّاب و العنسي و غيرهما ، مع ما كان يشتبه من أمرهم لِمَا كان ينزل عليهم من الشّياطين و يوحون إليهم ، حتّى يظنّ الجاهل أنّ هذا من جنس ما ينزل على الأنبياء و يوحَى إليهم ، فكان ما يبلغ العقلاء و ما يرونه من سيرتهم و الكذب الفاحش و الظّلم و نحو ذلك يبيّن لهم أنّه ليس بنبيٍّ ؛ إذ قد علموا أنّ النبيّ لا يكون كاذباً و لا فاجراً ” .
و قد توسّعتُ بعض الشّيء في هذا الموضوع في ” الموعظة الحسنة في الأخلاق الحسنة ” ( ص8-25 ) .

منقول من كتاب ” من كل سورة فائدة ” للشيخ أبي عبد الله عبد المالك بن أحمد بن المبارك رمضاني الجزائري حفظه الله

أحمد سالم

المساهمات : 126
تاريخ التسجيل : 13/04/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى