السلفية في تونس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

موالاة المؤمنين من أصول الدين "الشيخ عبد المالك رمضاني"

اذهب الى الأسفل

موالاة المؤمنين من أصول الدين "الشيخ عبد المالك رمضاني"  Empty موالاة المؤمنين من أصول الدين "الشيخ عبد المالك رمضاني"

مُساهمة  أحمد سالم الثلاثاء يونيو 07, 2011 11:59 am

موالاة المؤمنين من أصول الدين

من الأصول المقررة في ديننا حب المؤمنين وموالتهم , وهذا مقرر في الأصول العقدية والخلقية معا , قال الله عز وجل : (( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين ءامنوا فإن حزب الله هم الغالبون )) [ المائدة 55-56 ] وقال : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض )) [ التوبة 71 ] ولا يمكن أن يجتمع في قلب مؤمن حب الله وحب من يعادي الله والمؤمنين , لأن الله يقول Sad( يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة )) [ الممتحنة 1 ] وعن معاذ بن أنس الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" من أعطى لله , ومنع لله , وأحب لله , وأبغض لله , وأنكح لله فقد استكمل إيمانه " رواه الترمذي ( 2521 ) وحسنه الألباني فيه .
ومن أروع صور الولاء عند سلفنا الصالح ما ورد أن المنافق عبد الله بن أبي ابن سلول وصف رسول صلى الله عليه وسلم بالأذل ووصف نفسه بالأعز, فوقف له ابنه المؤمن يمنعه من الدخول حتى يتوب , على الرغم من أنه أبوه , فعن عمرو بن دينار أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : " كنا في غزاة فكسع(1) رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار , فقال المهاجري : يا للمهاجرين , وقال الأنصاري : يا للأنصار . فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما بال دعوى الجاهلية ؟ قالوا : رجل من المهاجرين كسع رجل من الأنصار , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دعوها , فإنها منتنة , فسمع ذلك عبد الله بن أبي ابن سلول فقال : أوقد فعلوها ؟ والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل . فقال عمر : يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : دعه ؛ لا يتحدث الناس أن محمد يقتل أصحابه , وقال غير عمرو : فقال له ابنه عبد الله بن عبد الله : والله لا تنقلب حتى تقرّ أنك الذليل ورسول الله صلى الله عليه وسلم العزيز , ففعل " رواه الترمذي ( 3315 ) , وصححه الألباني فيه , وأصله في الصحيحين بلا زيادة المبرزة التي في موضع الشاهد .
وما نسمع من مدح بعض المسلمين للكفار سببه ضعف الإيمان عموما والغفلة عن هذا الأصل خصوصا , وللغالب أن الضّعف يحصل من جرّاء التأثر بدنيا الكفار , ودافع ذلك هو حب الدنيا عموما , الذي يجعل الناس يعظم بعضهم بعضا على غرارها لا على غرار الدين وهذا هو محور الفصل الآتي .
(1) : قال ابن حجر في معنلا ( كسع ) في " فتح الباري ( 649/8 ) :" والمشهور فيه أنه ضرب الدّبر باليد أو الرّجل " .

من كتاب رفع الذل والصّغارعلى المفتونين بخلق الكفار

أحمد سالم

المساهمات : 126
تاريخ التسجيل : 13/04/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى